قد أدهشني بعض ما وقع نظري عليه من مخطوط للكافي الشريف في أجمل حلة منمقة في الخط والرسم والزخرفة الفنية كأفضل ما يليق بوحي الله عز وجل، وقد جال في قلبي ما قد جرى على رواة حديث العترة الطاهرة من زمن الأصول الأربعمائه إلى زمن السفراء وكلاء صاحب الدار صلوات الله عليه الذي تم فيه جمع الكافي الشريف. جاء زمن الإستعمار الغربي لبلاد المشرق التي سبقها مرحلة إستعمار سياسي وفكري تسلط فيها حكام مرتبطين بالقوى الغربية تمهيداً للإستعمار العسكري، فكان لابد من إقصاء المنهج الأخباري من الحواضر العلمية كقم والنجف وكربلاء وتغليب فقهاء الرأي مقابل النص بدعم قوي من السلطة العثمانية المتحالفة مع الغرب سياسياً وعسكرياً، وقد راح ضحية هذا الإقصاء أكبر مرجعية أخبارية في القرن الثالث عشر الهجري الميرزا الشهيد محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع الأخباري قتلاً وتنكيلاً هو وأسرته في مجزرة الكاظمية بحق أعلام الشيعة الأخباريين. ونتج عن ذلك خوف شديد على ضياع تراث أهل البيت صلوات الله عليهم الموجود حصراً في كتب الشيعة المحدِّثين الأخباريين. بخطوط علمائنا الأخباريين الذين لولا أكفهم وأياديهم المباركة لَضاع حديث أهل الب...
الملأ الأعلى :: مستخلصات عقائدية من الكافي الشريف
بقلم السيد بسام عبد الرحمن علي عساف